كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ يقتنص مرض ألزهايمر 5% من كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 65 – 74 عامًا، ويصعب على عائلاتهم وأُسرهم التعامل معهم، خاصةً أنّ المرض لا يظل على حاله، بل تزداد وتيرته بمرور الوقت، ويتفاقم النسيان ويصعب على الإنسان أن يعتني بنفسه، فكيف تعتني بالمريض مع مراحل ألزهايمر المختلفة؟
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟
تختلف طرق التعامل مع مريض ألزهايمر تبعًا للمرحلة التي وصل إليها، إذ تختلف تصرفات مريض الزهايمر بمرور الوقت، وكُلّما تقدّم المرض، احتاج المريض إلى مزيدٍ من العناية من قِبل أُسرته.
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في مراحله الباكرة؟
بدايةً يبغي لأفراد الأسرة تقبُّل تشخيص المريض بداء ألزهايمر، كي يتمكّنوا من مُساعدته، فمن الشائع في المراحل الباكرة من مرض ألزهايمر، أن يشعر المريض بالغضب والإحباط والحزن، وربّما تكون هذه أصعب مراحل الزهايمر سواء على المريض أو على أُسرته.
إذًا كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في مراحله الأولى؟ يُفضّل اتّباع النصائح الآتية في التعامل في المراحل الأولى:
- تعلُم ما تحتاج إلى معرفته عن مرض ألزهايمر، فكُلّما كُنتَ أعلم بالمرض وتأثيره على المريض، كُنتَ قادرًا على التعامل معه، وتقديم أفضل رعايةٍ له.
- هل مريض ألزهايمر يتذكر الماضي؟ هذا صعبٌ على المريض، ومِنْ ثَمّ ينبغي تذكيره أو مساعدته على تذكر المواعيد أو الكلمات أو الأسماء، أو أيًا ما كان ذلك الشيء الذي يُحاوِل تذكّره، خاصةً مع معاناته من فقدان الذاكرة.
- ينبغي كذلك مساعدة المريض في الأعمال المنزلية، التي قد لا تستغرق سوى بضع ساعاتٍ في الأسبوع.
- تهيئة البيئة المُحِيطة، التي قد تزيد عصبية مريض الزهايمر، وذلك من خلال تخفيف الضوضاء، وعدم تشغيل الأضواء الساطعة، وإزالة الألوان المبهرجة، أو غير ها مِن الأشياء التي قد تُثِِير انفعال مريض ألزهايمر.
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في مراحله المتوسطة؟
لا تستمر أعراض مرض ألزهايمر على وتيرةٍ واحدةٍ طوال الوقت، بل تتقدَّم ويتدهور الوضع، وكُلّما تقدّم المرض، احتاج المريض إلى مزيدٍ من الرعاية، خاصةً مع الفقدان المُستمر للذاكرة، بل قد يضل المريض طريقه في الأماكن التي كانت مألوفة له في السابق، وربّما لا يتعرَّف على أصدقائه وعائلته، ومِنْ ثَمَّ كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في تلك المرحلة؟:
- بدايةً لا بأس بطلب المساعدة من الأصدقاء أو أفراد الأسرة إن لم تكُن قادرًا على التعامُل مع المريض وحدك.
- اجعل المريض يُشارِك في الأنشطة اليومية بقدر ما يستطيع، فمثلًا قد لا يستطيع ربط حذائه، لكنّه قادر على وضع الملابس في السلة.
- تنويع الأنشطة التي يُمارِسها المريض؛ لتحفيز الحواس المختلفة – البصر والشم والسمع واللمس – فيُمكِن سرد القصص عليه مثلًا أو أخذه لتمشية أو تجربة الرسم.
- كيف تتحدث مع مريض الزهايمر؟ قد يصعب الحديث مع مريض الزهايمر مع تقدُّم المرض، خاصةً أنّه قد لا يجد الكلمات المناسبة للتعبير، أو ربّما يُكرِّر الكلام؛ لذا تحدّث مع المريض ببطءٍ ووضوح، واسأل سؤالًا واحدًا في كل مرة، واستخدم جملًا قصيرة، ثُمّ امنحه بعض الوقت كي يُجِيبك، وإذا لم يفهم كلامك من المرة الأولى، فابحث عن طريقةٍ أسهل لقول نفس الشيء الذي قلته أول مرة.
- ماذا يحتاج مريض الزهايمر؟ الاحترام وحُسن المعاملة؛ لذلك لا تسخر منه أو تُعامِله كأنَّه طفل، فهذا قد يُؤذيه وإن لم تكُن على عِلم بذلك.
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في مراحله الأخيرة؟
إذا بلغ قطار ألزهايمر محطته الأخيرة، فهذا يعني أنّك ستحتاج إلى رعاية المريض على مدار 24 ساعة، فقد يعجز المريض عن المشي، إذ بين مريض ألزهايمر والمشي عقبات في المراحل الأخيرة من ألزهايمر.
كذلك قد لا يتمكّن المريض من رعاية نفسه، وربّما يُواجِه صعوبةً في الأكل، والأسوأ أنّه لم يعُد قادرًا على التعبير عن احتياجاته، ومن الشائع أيضًا أن يُعانِي بعض المشكلات، مثل: سلس البول، والهلوسة، والهذيان.
في النهاية كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في المراحل النهائية؟:
- يحتاج مريض ألزهايمر في تلك المرحلة إلى دعمٍ كاملٍ مِمّن يرعاه، حتى في الأنشطة الروتينية، مثل: الاستحمام أو ارتداء الملابس.
- إذا تعرّض المُصاب بمرض ألزهايمر إلى العدوى، أو الاختناق جرّاء تناول الطعام، أو نوبات الصرع، فيجب نقله إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى لتلقّي الرعاية المناسبة.
- التركيز الكامل مع مريض ألزهايمر، فمهما كانت حالته، لا تتوقف عن التواصل معه، ومن ذلك التواصل بالعين، وإمساك اليد، والتحدُّث بنبرةٍ هادئة، أو قراءة كتابٍ أو قصة مُفيدة له، أو مشاهدة الصور القديمة معًا.
تحدّيات التعامل مع مرضى ألزهايمر وكيفية التعامل معها
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن، خاصةً لو صاحب ذلك مشكلات الأكل أو النوم أو العصبية؟ هناك تحدّيات بالطبع تقف في طريقك عند التعامل مع مريض ألزهايمر، منها:
مريض ألزهايمر والأكل
التأكُّد من أنَّ مريض ألزهايمر يتناول طعامه ليس أمرًا سهلًا؛ لذلك فإنّ طريقة التعامل مع مرضى الزهايمر إذا رفض الأكل تشمل:
- تشجيعه على الأكل بإضافة زهورٍ إلى الطاولة مثلًا، أو صُنع الطعام المُفضَّل له.
- تقليل تناول الأدوية التي قد تُؤثِّر على الشهية، و استشارة الطبيب بشأن ذلك.
- إعطاء المريض بعض التعليمات حول المضغ ومتى يبتلع الطعام، خاصةً أنّه قد يُواجِه صعوبة في البلع أو المضغ، كما ينبغي أن يتجنّب الاستلقاء بعد الأكل لمدة 30 دقيقة؛ لتجنُّب الاختناق.
- إذا لم يتمكّن المريض من تناول الطعام الصلب، فرُبّما ينبغي الانتقال إلى السوائل فقط.
مريض ألزهايمر والعصبية
كيف تهدئ مريض الزهايمر؟ بدايةً ينبغي توفير بيئة هادئة لا تُحفِّز عدوانية مريض الزهايمر، كما يُفضّل اتّباع النصائح الآتية في التعامل مع غضب أو عناد مريض الزهايمر:
- عدم مناقشة السلوك الغاضب للمريض، فهو غير قادر على السيطرة عليه على الأرجح.
- منحه مساحة للتعبير عن غضبه، طالما لن يُؤذي نفسه أو يُؤذيك.
- طلب المساعدة من الآخرين أثناء القيام بالأنشطة التي قد تُغضِب المريض، ولا يُمكِن تجنُّبها.
- لا تأخذ غضبه على محملٍ شخصي، فهو جزءٌ من مرض ألزهايمر.
مريض ألزهايمر والنوم
غالبًا ما يُؤدِّي مرض ألزهايمر إلى اضطراب النوم، كما قد يخاف المريض من الظلام، ما قد يجعل النوم أكثر صعوبةً؛ إذًا كيف أجعل مريض الزهايمر ينام؟:
- محاولة الحفاظ على مواعيد نومٍ ثابتة كل يوم.
- النوم في غرفة هادئة بعيدة عن الضوضاء.
- إبقاء الأضواء وعدم ترك الغرفة مظلمة؛ إذ قد يتخيّل بعض المرضى أشياء في الظلام تُصِيبهم بالضيق.
- زيادة النشاط البدني خلال اليوم، كي يُساعِده ذلك على النوم بالليل.
مريض ألزهايمر والهلوسة
قد تنشأ هلوسات مريض الزهايمر بسبب غياب الهدوء في البيئة المُحيطة به، لكن إن أصابته هلوسة وتوهّم أمورًا غير موجودة بالواقع، فلا تتجادل معه بشأن ذلك، وتجاوب معه فيما يقوله، أو شتِّت انتباهه بالقيام بنشاطٍ آخر، أو الانتقال إلى غرفةٍ أخرى.
مريض ألزهايمر والألم
هل مريض ألزهايمر يتألم؟ يُعانِي ما يقرب من 50 – 80% من المرضى المُصابِين بالخرف المتوسط أو الشديد آلامًا يومية، وهذا الألم قد يتطلّب استشارة الطبيب لوصف أدوية مُسكِّنة للآلام، كما قد يُساعِد التدليك من قِبل أحد أفراد الأسرة في تخفيف ذلك الألم.
مريض ألزهايمر وسلس البراز
قد يُعانِي مرضى ألزهايمر سلس البول أو سلس البراز، وللتعامل مع مريض الزهايمر والبراز الخارج عن سيطرته، ينبغي تشجيعه على إخبارك عندما يحتاج إلى الذهاب إلى المرحاض، وربّما قد يُساعِد وضع جدولٍ يومي لمواعيد الذهاب إلى المرحاض، كما ينبغي مراقبة بعض العلامات التي قد تدل على انزعاج المريض، مثل: القلق وسرعة الانفعال، فقد تعنِي الحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض.
الخلاصة
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ بالعناية به على مدار الساعة، والتحدُّث معه، واحتواء غضبه وسرعة انفعاله، والحنوّ عليه ما أمكن ذلك، وقبل ذلك تعلُّم ما يلزمك معرفته عن مرض ألزهايمر ومراحله، حتى تتعامل مع المريض في كل مرحلةٍ بما يُناسِبها.
المصادر
Care of Alzheimer’s in different stages